«الصحة العالمية»: «كورونا» لن ينتهي قبل تطعيم 70 % من سكان العالم

أعلنت منظمة الصحة العالمية أن أفريقيا بحاجة لعشرين مليون جرعة على الأقل من لقاح «أسترازينيكا» في الأسابيع الستة المقبلة لضمان إعطاء جرعة ثانية في موعدها، فيما حذرت الآلية العالمية لتأمين لقاحات للدول الفقيرة «كوفاكس» من تسبب نقص اللقاحات بـ«عواقب كارثية».

وقال مكتب أفريقيا في منظمة الصحة العالمية، في بيان الخميس، إن الجرعات الإضافية ستتيح احترام فترة الـ8 إلى 12 أسبوعاً بين الجرعتين الموصى بها لتأمين مناعة بنسبة 81 في المائة لفترة طويلة للشخص الذي تلقى اللقاح.

بالإضافة إلى هذه الحاجة الطارئة، فإن «200 مليون جرعة إضافية من أي لقاح كان» مدرجة على لائحة منظمة الصحة العالمية للاستخدام الطارئ، «هي ضرورية لكي تتمكن القارة من تلقيح 10 في المائة من سكانها بحلول العام 2021»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن «28 مليون جرعة من مختلف اللقاحات ضد (كوفيد – 19) أعطيت في أفريقيا، وهو ما يمثل أقل من جرعتين لكل مائة شخص» في القارة. وعلى مستوى العالم، تم إعطاء 1.5 مليار جرعة من اللقاح، حسب المصدر نفسه.

وقالت الدكتورة ماتشيديسو مويتي، مديرة إقليم أفريقيا في منظمة الصحة العالمية، «فيما تصبح الإمدادات أكثر ندرة، فإن تقاسم الجرعات يصبح حلاً ملحاً وضرورياً على المدى القصير لضمان أن الأفارقة الأكثر عرضة لخطر الإصابة بـ(كوفيد – 19) سيحصلون على الحماية التي يحتاجون إليها». وأضافت أن «أفريقيا بحاجة للقاحات الآن. كل توقف في حملات التلقيح سيؤدي إلى خسارة أرواح وخسارة الأمل».

حتى 26 مايو (أيار)، سجلت أفريقيا أكثر من 4.7 ملايين إصابة بفيروس كورونا وحوالي 130 ألف وفاة.

وحسب مويتي، فإن «عدد الحالات يرتفع»، لكن «من المبكر جداً القول ما إذا كانت أفريقيا على وشك أن تشهد موجة ثالثة».

في سياق متصل، وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، إلى جنوب أفريقيا قادماً من رواندا، في زيارة تتركز على مكافحة وباء «كوفيد – 19»، ومعالجة الأزمة الاقتصادية الناجمة عنه. وكان من المقرر أن يزور ماكرون جنوب أفريقيا قبل أكثر من عام، لكن الوباء حتم إرجاء الزيارة في وقت يسجل هذا البلد أعلى حصيلة في القارة الأفريقية، تخطت 1.6 مليون إصابة و56 ألف وفاة وفق الأرقام الرسمية.

لكن الرئيس الفرنسي حرص على القيام بهذه الزيارة إلى بلد «هو شريك أساسي في القارة وعضو في مجموعة العشرين، ويدعى بانتظام إلى مجموعة السبع، وأساسي في مقاربة النهج التعددي»، على ما أوضح قصر الإليزيه قبل الزيارة.

كان الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا، في استقبال ماكرون عند وصوله ظهراً إلى بريتوريا، بعدما التقى الرئيسان قبل أسبوعين في باريس في إطار قمة لدعم اقتصاد الدول الأفريقية، كما بحثا مراراً مسألة توزيع اللقاحات ضد فيروس كورونا.

وتدعو جنوب أفريقيا والهند إلى رفع حقوق الملكية الفكرية عن اللقاحات ضد «كوفيد – 19» حتى تتمكن كل دولة من إنتاجها. غير أن ماكرون صرح في مطلع مايو بأنه يعطي الأولوية لنقل التكنولوجيا من أجل إقامة مواقع إنتاج في الدول الفقيرة.

وتشير الرئاسة الفرنسية إلى أن إنتاج اللقاحات «يتركز إلى حد كبير في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا، كما في أميركا اللاتينية قليلاً. أفريقيا اليوم تنتج كمية ضئيلة جداً من المواد لمكافحة (كوفيد)، ولا تنتج أي لقاح إلى اليوم، وهو أمر لافت». ورأى ماكرون أن إلغاء براءات الاختراع «سيكون حلاً، لكن فقط بعدما ننتج ما يكفي من اللقاحات، وحين لا تعود المسألة تتعدى السعر».

من جهة أخرى، قالت آلية تأمين اللقاحات للدول الفقيرة «كوفاكس» في نداء عاجل: «نحتاج إلى ملياري دولار إضافية حتى نتمكن من زيادة تغطية التطعيم (…) إلى 30 في المائة من السكان» في أفقر الدول التي تتلقى اللقاحات مجاناً. وأضافت: «نحتاج إلى (هذه الأموال) بحلول 2 يونيو (حزيران) حتى نتمكن من أن نحجز الجرعات، وأن نسلمها خلال الفترة المتبقية من 2021 وحتى بداية 2022».

تُضاف هذه الكمية من اللقاحات إلى 1.3 مليار جرعة سبق لـ«كوفاكس» أن أعلنت عزمها على تقديمها للبلدان الفقيرة في 2021 من أجل تحصين العاملين في القطاع الصحي والفئات السكانية الأكثر هشاشة. وحتى اليوم، سلمت «كوفاكس» 70 مليون جرعة لقاح إلى 126 دولة، لكن الآلية تعاني من نقص كبير في عدد اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وكان من المقرر أن تؤمن الهند الجزء الأكبر من اللقاحات ضمن «كوفاكس»، هذا العام، لكن تفشي الجائحة في البلاد دفع بالسلطات إلى حظر تصدير الجرعات من أجل استخدامها محلياً. وبحلول نهاية يونيو، ستكون هذه الآلية متأخرة بمقدار 190 مليون جرعة بالمقارنة مع جدولها الزمني الأساسي.

وحذرت الآلية في ندائها العاجل من أنه «إذا لم نعالج مشكلة نقص الجرعات، فإن العواقب قد تكون كارثية»، مشددة على ضرورة حصولها على تبرعات عاجلة باللقاحات، وأن تتم هذه التبرعات من خلال نظام «كوفاكس» الذي أثبت فاعليته.

وأعلنت الولايات المتحدة أنها ستتبرع بحوالي 80 مليون جرعة لقاح – في أضخم كمية تتبرع بها دولة لوحدها – لكن واشنطن لم تكشف حتى اليوم لمن ستذهب هذه اللقاحات ومن الذي سيوزعها.

Leave A Reply